في كل مدينة، هناك أماكن نمر بها وننساها، وأماكن تمر بنا وتبقى محفورة في الذاكرة… مطعم سمّاك هو من النوع الثاني. ليس لأنه فقط يقدم مأكولات بحرية لذيذة، بل لأنه يقدم شيئًا أعمق: لحظات، ودفء، وذكريات تصنع حول المائدة.
في قلب رأس سدر، وتحديدًا داخل القرية الهولندية، ينبض هذا المكان بروح البحر، بشغف الطعام، وبدفء الناس. ومنذ لحظة دخولك للمطعم، تشعر أن هناك شيئًا مختلفًا… ابتسامة الترحيب، رائحة الشواء، صوت المأكولات وهي تُطهى على مهل، كل شيء في سمّاك يخبرك: أنت في بيتك.
البحر على مائدتك
أطباق مطعم سمّاك ليست مجرد طعام… إنها امتداد للبحر نفسه. السمك لا يأتي من الفريزر، بل من القارب. الجمبري لا يُطهى بعجلة، بل يُعامل ككنز صغير يُطهى بحنان. الكابوريا تُنظف وتُشوى وكأنها ضيفة شرف في طبقك.
تبدأ القصة مع مقبلات بحرية خفيفة تفتح الشهية، مثل السلطة البحرية أو شوربة الجندوفلي الدافئة. ثم تأتي الوجبات الرئيسية: طاجن السي فود الغني بالكريمة والبهارات، وجبة الجمبري المقلي الذي يذوب في فمك، سمك الفيليه المقرمش، أو حتى الجمبري والسوبيا في خلطة سمّاك الخاصة… كل طبق يُقدَّم كما لو كان الوحيد على الطاولة، بعناية لا تُضاهى.
طاولة للجميع
سواء كنت مع العائلة، مع الأصدقاء، أو وحدك تبحث عن وجبة دافئة وسط يوم مزدحم… ستجد في سمّاك ما يشبهك. الطاولات مُهيأة للعائلات الكبيرة، الزوايا الهادئة مُناسبة للجلسات الخاصة، وحتى لو كنت زائرًا عابرًا… ستحس بأنك من أهل المكان.
الأطفال سيحبون السندوتشات البحرية، خاصة الجمبري والسمك المقلي. أما الكبار فسيقعون في غرام الطواجن، المشويات، والأرز البحري. ووسط كل هذه الأطباق، هناك جو عام من البساطة والراحة، يجعل من الوجبة حدثًا يستحق التوثيق.
ختامها مسك… وحلو
وبعد الرحلة البحرية في الطبق، لا بد من ختام يليق بها. الأرز باللبن يُقدَّم كما كانت تعدّه الجدة – دافئًا، مليئًا بالقشطة، ومرشوشًا بالقرفة. المهلبية ناعمة كقطعة سحاب. والكريم كراميل؟ يتمايل على الطبق كأنك تأكل غروب الشمس.
من البحر إلى باب بيتك
وإن لم تتمكن من زيارة المكان؟ لا بأس. خدمة التوصيل السريعة من سمّاك توصلك بنفس الطعم، بنفس الجودة. فقط اطلب، وانتظر طَرق الباب، واستعد لتعيش نفس التجربة… في بيتك.
أكثر من مطعم… هو حكاية تُروى
سمّاك ليس مجرد مطعم في رأس سدر. هو محطة، ملاذ، وذاكرة لزوار يبحثون عن شيء أكثر من مجرد طعام. هو مكان يُشعرك بأنك في حضن البحر، وأن كل قضمة تحمل نكهة الأمواج، وكل طبق خُلق ليُسعدك.
في كل مرة تزور فيها سمّاك، تأكد أنك لا تغادر بنفس الشعور. لأن الذكريات، تمامًا كالمذاق… لا تُنسى.